•  

      Ahmed Deedat                                                   

          Sourat Al Moulk

     

                         
     


    votre commentaire
  •  

     

    الدعوة ليست تطوعا واختيارا

    ولكنها إلزام والتزام، تقربا واعتذارا

     

    إن الذي أطمع الكفر - بجميع مذاهبه ومفاهيمه – فينا أشياء عديدة على رأسها: 

    إن الذي أطمع الكفر - بجميع مذاهبه ومفاهيمه – فينا أشياء عديدة على رأسها:
     
    1- هجران السلوك الإسلامي الحق في جميع مرافق الحياة، بسبب الغزو الكفري صناعيا، إعلاميا، ثقافيا، تعليما، تقنية،إدارة، تفكيرا، تخطيطا، لسانا، لباسا، ذوقا ومشاعرا.
    2-   الترحيب بالكفر، والمبالغة في اللإحتفاء به والتبعية له على نطاق الأصعدة العليا المتبوعة والمقلدة.
    3- تهميش الإسلام في التعليم،حيث لا يعلم منه للصغار والكبار إلا نتف من هنا وهناك، ترسيخا عمليا في الأذهان بأن الإسلام ليس هو علم الحياة،وعلم الحكم، وعلم السياسة، وعلم البحث العلمي، وعلم إدارة الحياة بحكمة وهدف قريب وبعيد .. ولكنه علم القبور والجنائز والمواعضة في المواسم والمناسبات.
    4- الاستهزاء برجال الإسلام ونسائه، حيث لا مكان لهم في سلم الترشيح للمسؤوليات المؤثرة، فإذا كان الله عز و جل جعل القوة والأمانة عمودين أساسيين في اختيار مَن تناط به أية مـسؤولية، فإن عــمود الأمــانة -الدين- انمحى نهائيا وبقي، عمود القوة على حسب الأهواء.                                 
        فرجال الإسلام ونساؤه كالأصفار على الشمال لا يوضعون على اليمين إلا عند التزيين و التأثيث 
        لأنماط التحاور المهزوز وأنماط التعايش المهزوم.
    5- تشويه صورة الإسلام يجعله منبعا لجميع الفتن والاضطرابات، ومنبعا لكل التامرات والانحرافات مع أن الإسلام عكس هذا على طول الخط ولكن الإعلام –مع الأسف- رسخ في الأذهان الإسلام يساوي الإرهاب بدون فهم ولا تمعن.
    6- وضع الحواجز و العراقيل والعقبات الكؤود أمام كل من يريد أن يخدم الإسلام، ويدعو إليه بالقول أو العمل أو التأسيس أو الإعلام بصفة مستقلة لا تخضع لحزب فلان أو نظام غلان، لأنهم لا يريدون إسلاما جاراً، ولكنهم يريدونه إسلاما مجروراً.
    7- إحياء نعرات المذاهب البشرية التي قسمت المجتمعات الإسلامية قديما إلى أوزاع وفرق متعادية متناحرة بالرغم من أن الإسلام الصافي موجود في القران والسنة. لكن المصيبة الكبرى هي في التعصب لفلان أو غلان وليس للحق والإسلام الصافي الرباني. نسأل الله الرشد والسلامة.
           
               هذه بعض الأسباب التي جعلتنا لقمة سائغة في حلوق المستعمر المستأسد على شعوب المسلمين وأمتهم. ولا علاج لهذا ألا بإيقاد نور الدعوة الربانية، وإحياء بحرها الزاخر. وذلك لا يتم إلا باعتبار الدعوة لازمة ملزمة فشعلة الرسل والأنبياء يتولاها وراتُهم من العلماء والدعاة. "ثم أورثنا الكتاب الدين اصطفينا من عبادنا" (فاطر32)  فمسؤولية العلماء والدعاة والحكام والولاة والآباء والأساتذة ثقيلة جداً إذا كانوا سببا في تعريض الكون للدمار بسبب انقطاع العبادة لله تعالى.
     
          
           فكذلك الإنسان سيحاسب على إسلام بلًغه له الرسل أو خلفاؤهم ووراتهم فأعرض عنه واستكبر وعاند. أليس هذا من أكبر الواجبات الدًافعة للقيام بمسؤولية الدًعوة، وإلا كان الذي علِم الإسلام ولم يبلٍغه من أول المسؤولين والمحاسبين والساقطين يوم العرض والإمتحان.
     
    الدّعوة أحسن وظيفة على الإطلاق: قال تعالى: ]ومن أحسنُ قولاً ممنْ دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين( (فصلت:32)
    فوظيفة الدّعوة وظيفة أخروية ربانية أجرُها يُؤخذ من الله عز وجل مباشرة يوم الجزاء، وهي لا تتعارض مع أية وظيفة دنيوية، فالداعية يمكن أن يكون تاجراً وطبيباً ومهندساً وبيطرياً وأباً وأماً وحاكماً ووالياً وأستاذاً وبرلمانياً ومستشاراً .. لأن الدعوة تكون بالحال والمقال وبإتقان العمل وإخلاص النصح وإحسان المعاملة وطيب الكلام.
    فليس ضروريا أن يكون للدعوة رجال خاصون، ومؤسسات خاصة والباقي معفو منها، لكن كُلّ مسلم يساوي داعيا إلى الله عز وجل.
    أما مؤسسات  الدعوة، ورجالها، ومدارس الدعوة فتلك مراجع ضرورية للمحافظة على نقائها وتقديم الفقه الضروري لها حتى تبقى الدعوة في أيدي الأمينة الكفيلة بالإجتهاد والتخطيط والإرشاد.
     
    وهناك  -زيادة على ما سبق- أوامر مباشرة بالقيام بالدعوة، مثل قوله تعالى: )أدع إلى سبيل ربك((النحل 125). )ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير( (آل عمران104) )وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر((العصر3)
     
    أليست هذه الآيات كلها دليلا قويا على أن المسلمين لا خيار لهم في التمسك بدينهم، والقيام بالدعوة لهذا الدين الذي هم به موجودون.

     

     

     


    votre commentaire